- ما سر حوارالرئيس مع أشهر صحيفة ألمانية الآن.. وكواليس إجابته عن الأسئلة الساخنة- لماذا هاجم السيسى الإخو

كورونا,فيروس كورونا,مصر,حقوق الإنسان,الإعلام,الهجرة غير الشرعية,المشروعات القومية,الأرض,قضية,الشورى,سوريا,العراق,شاب,المهاجرين,رجل مصر القوى,دى فيلت,الجماعة الإرهابية,الإخوان المسلمين,الإرهاب,الخونة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: " رجـــل مصـــر القـــوى "   كيف انتصر السيسى على الجماعة الإرهابية فى قلب ألمانيا؟

محمود الشويخ - صورة أرشفية  الشورى
محمود الشويخ - صورة أرشفية

- ما سر حوارالرئيس مع أشهر صحيفة ألمانية الآن؟.. وكواليس إجابته عن «الأسئلة الساخنة»

- لماذا  هاجم السيسى الإخوان بصراحة لأول مرة؟.. وبأى طريقة رد على كل الأكاذيب؟

- ماذا قال عن قضية الحريات والمساجين والمعارضة ؟وماسر رسالته للمصريين ؟ وماسر تحذيره لأوروبا من الهجرة غير الشرعية ؟ 

- ما لن تقرؤه عن صدمات الرئيس إلا هنا..  وما لن  تسمع عنه إلا معنا.

لا يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى لوسائل الإعلام كثيرا.. هو ليس من هؤلاء القادة الذين يحبون الجلوس أمام الكاميرات أو تستهويهم مانشيتات الصحافة.. يقولون إن من اعتاد أن يعمل لا يحب الحديث عما يفعل.. وهو كذلك بالفعل.. وليس فى هذا تناقض مع حق الشعب فى أن يعرف ولا افتئات على دور الإعلام فى أن يسأل.. فالرجل، ومنذ توليه مهام منصبه وحتى قبل ذلك بكثير، مؤمن، أشد إيمان، بالشعب ودوره، ومن هنا خاض كل المعارك، سواء ضد التنظيمات الإرهابية أو الأزمات الاقتصادية، مطمئنا، لأنه مؤمن بالشعب ويثق فى وعيه وقدرته على التمييز بين الصالح والطالح.

ثم إنه مؤمن بالإعلام وبدوره إلى أقصى درجة، ومن هنا اهتم مبكرا بهذا الملف الحيوى والمهم، وربما لا يخلو حديث له من الإشارة إلى الإعلام ودوره فى معارك الوطن ومواجهة حرب الشائعات والأكاذيب التى تتعرض لها مصر منذ سنوات طويلة من منصات داخلية وخارجية، خفت صوتها مؤخرا لكنها لم تكف عن التحريض نهائيا.

وهذا الإيمان بدور الإعلام لا يتناقض مع ابتعاد الرئيس عن الحديث إليه بكثافة، فالسيسى قد صنع نموذجا خاصا فى التواصل مع الشعب.. لا يتحدث إليه عبر القنوات والصحف.. بل اختار أن يكون حديثه مباشرا إلى المصريين دون وسيط.. وسيط قد تغيب عنه الأمانة أو يخطئ التفسير.. إنه يتحدث من لسانه إلى قلوب المصريين مباشرة.

صنع هذا النموذج فى مؤتمرات الشباب التى كان يحرص على انعقادها دوريا، ليتحدث إلى الشعب بشكل مباشر، حتى جاءت جائحة فيروس كورونا وأوقفت هذا التقليد المصرى الخالص الذى افتقدناه كثيرا طوال الفترة الماضية، ونسأل الله أن تنزاح هذه الغمة ونعود لنجتمع سويا من جديد.. على مائدة الوطن ولوجه الوطن.

أما المنصة الثانية التى يحرص الرئيس على الحديث إلى الشعب منها، فهى منصة المشروعات القومية.. وأقصد تحديدا الحديث إلى الشعب على هامش افتتاحه مشروعات قومية مختلفة بشكل دورى.. ففى كل مرة يكون الرئيس حاضرا فى افتتاح أى مشروع نجده حريصا على الحديث المباشر إلى الشعب.. يتحدث فى كافة القضايا المطروحة على الساحة.. لا يخفى شيئا ولا يتجاهل قضية.. وهذا تقليد محمود ربما كان له عظيم الأثر فى إجهاض مخططات مشبوهة ووأد فتن لعن الله من أيقظها وإرسال رسائل طمأنة لشعب قلق على وجوده ومستقبله.

غير أننى توقفت طويلا أمام حديث الرئيس السيسى الأخير مع صحيفة دى فيلت الألمانية العريقة، وهى صحيفة يومية تأسست منذ عام 1946 للدفاع عن الأفكار الثورية فى ألمانيا، وتنشر تقارير وأخبارا مختلفة عن السياسة، والرياضة، والاقتصاد، والمال، والسفر، والثقافة.

فى هذا الحوار المهم فى توقيته وموضوعاته تحدث الرئيس عن قضايا مهمة وحيوية تغطى جميع الملفات تقريبا، سواء على الصعيد المحلى أو الإقليمى أو الدولى، وأجاب أيضا عن كل الأسئلة الساخنة بصراحة ودون مواربة.. لم يراوغ أو يتراجع أمام حدة الأسئلة كما قرأناها.. بل كان، كعادته، صادقا.. لأنه يؤمن بأن ليس لدينا ما نخفيه أو نخشى منه.. أو كما يقولون عندنا "مفيش على راسنا بطحة."

تعالوا معى لنقرأ ماذا قال الرئيس للصحيفة الألمانية.

كانت البداية ساخنة؛ حيث أكد الرئيس السيسى أن الأمن لا ينبغى أن يأتى على حساب الحرية حتى فى بلد يعانى من أوضاع صعبة مثل وضعنا، نافيا حبس أى شخص فى مصر بسبب آرائه السياسية.

وقال الرئيس إن النقد مسموح به للجميع، لكن يجب أن يكون "نقدا بناء وليس تحريضا"، مشددا على أن الاستقرار مهم للغاية، خاصة فى بلد مثل مصر يبلغ تعداد سكانه 100 مليون نسمة ويشكل الشباب أكثر من 60% منه، ومؤكدا: "نريد دولة دستورية، لكن التحريض على الانقلاب أمر خطير وغير مقبول".

يتحدث الغرب كثيرا عن حقوق الإنسان لكنه يقصرها فى جانب واحد دون نظرة شاملة للأمور، فما قيمة أن تتوافر حرية التعبير مثلا فى وطن لا يجد قوت يومه؟ ومن هنا وجه الرئيس سؤالا للسيدة التى حاورته قائلا: "ما لا يقل عن مليون شاب وشابة فى مصر يدخلون سوق العمل كل عام.. فمن أين تأتى هذه الوظائف؟"، ولهذا شدد على أنه لا يمكن خلق تلك الوظائف إلا إذا استقر الوضع الأمنى، وإلا فستنتشر الفوضى كما هو الحال فى دول أخرى فى المنطقة. 

وأكد أيضا أنه لا يمكن خلق الوظائف إلا إذا ساعدتنا أوروبا فى بناء الصناعات، حتى لو كانت تنافس صناعاتها. أراد الرئيس أن يذكر أوروبا بفضيلة الاستقرار فأكد أنه "منذ سبتمبر 2016، استطعنا منع المهاجرين غير الشرعيين من اقتحام أوروبا من مصر ، وكان من المهم بالنسبة لنا ألا يتأثر أمن أوروبا نتيجة لذلك"، مشددا على أننا "لا يمكننا وقف هذه الهجرة غير الشرعية عبر مصر إلا بتهيئة المناخ المناسب للأمن والاستقرار، ولا نطالب بأى شيء فى المقابل من أوروبا.. نحن لا نفكر حتى فى استخدامه للابتزاز السياسى أو الاقتصادى".

ليس هذا فقط.. بل "فى نفس الوقت لدينا ستة ملايين لاجئ فى مصر من بينهم 500 ألف لاجئ من سوريا بالإضافة إلى عدد كبير من العراق واليمن والسودان وليبيا وإثيوبيا ودول إفريقية أخرى، ويرى الكثير منهم مصر دولة عبور فقط، لكننا لن نسمح لهم بالمضى قدمًا" .

أما كيف تتعامل مصر مع هؤلاء؟

يجيب الرئيس: "اللاجئون فى مصر يعتبرون ضيوفًا ويتلقون نفس المعاملة التى يحصل عليها المصريون.. نحن نقدم لهم ما فى وسعنا، حتى لقاحات كورونا، ونحن ليس لدينا أى مخيمات للاجئين فى مصر.. حيث يعيش اللاجئون هنا داخل المجتمع المصرى".

وفى حواره مع الصحيفة الألمانية أعاد الرئيس التذكير بأمر لطالما تحدث عنه، فمبكرا أكد أن المصريين كسروا حاجز الخوف ولن يتركوا حاكما إلا إذا كان كما يريدون، وهذا المعنى جدد التأكيد عليه مرة أخرى حين قال: "لا أحد يستطيع معارضة شعب انتفض مرتين، فى 2011 و 2013 ، للإطاحة بحكومتين، ويمكن للناس أن ينهضوا للمرة الثالثة أو الرابعة إذا اختلفوا مع الحكم"، مضيفا: "كان مبارك فى السلطة لمدة 30 عامًا قبل أن ينقلب الناس ضده وبقى مرسى فى منصبه لمدة عام واحد فقط قبل أن يزيحه الشعب"، مشددا على أن "المصريين لديهم إرادة حرة وقوة لطرد أى حكومة لا يحبونها".

هل انتهت إجابة الرئيس؟

لا.. نجده يعيد نفس المعنى: "بعد 2011 و 2013 لا أحد يستطيع أن يحكم المصريين رغماً عنهم.. فالمصريون لديهم إرادة قوية جدا.. ومن ثم منذ ذلك الحين لم يستطع أحد أن يفرض حكومة على المصريين".

ملف أكثر أهمية تحدث عنه الرئيس هو ملف من يطلق عليهم كذبا "السجناء السياسيين"، وكان الرجل واضحا وصريحا حيث قال: "نحن لا نحبس أحداً بسبب آرائه السياسية. لكن لا تنسوا أننا مع الإخوان نتعامل مع جماعة تعمل منذ 90 عاما لتصل إلى السلطة فى مصر. وعندما فعلوا ذلك، وقف الشعب ضدهم بعد عام.. الإخوان المسلمون لم يكونوا متعاطين مع المشاكل الضخمة فى البلاد."

ومع ذلك، ومع أننا نواجه إرهابيين، يقول الرئيس: "نفعل الكثير حتى يحصل الجميع على العدالة فى المحكمة، وليس لدينا أى سجناء سياسيين، فالأمر يتعلق بادعاءات محددة يتم توضيحها فى الإطار القانونى، حتى لو استغرق ذلك أحيانًا أكثر من عام، وكان لدينا سابقًا فوضى كاملة ونعمل الآن على البناء والاستقرار، وهناك أشياء يتعين علينا فيها كدولة أن نحاول ألا نذهب بعيدًا، لكن بناء دولة فاعلة يستغرق وقتًا".

وفى هذه المساحة تحدث الرئيس السيسى عن أهمية الحصول على تعليم جيد حتى يتمكن المصريون من التمييز بين حرية التعبير لتفادى الفوضى، ووجه حديثه للمحاورة: "هل أنت مستعدة فى أوروبا لمساعدتنا حتى نتمكن أيضًا من الحصول على مستوى تعليمى كما هو الحال فى أوروبا؟ أو نظام صحى جيد مثل نظامك؟".

واستطرد قائلا: "هل أنت تريدين فقط تطبيق معاييرك الخاصة للحرية والديمقراطية؟ أم يجب عليك أولا أن تنظرى إلى حالة الشعب المصرى وترين كيف يعيش الفقراء وغير المتعلمين.. لا أريد أن أطلب الدعم من أجلهم، ولكن أعطنا بعضًا من معرفتك، صناعتك، تقنيتك.. نريد أن نشارك فى تقدمك، تمامًا كما تريدين منا أن نتبنى أفكارك عن الحرية".

وتساءل الرئيس: "كيف لى أن أجلس هنا وأترك الناس فى بؤس، هذا ما نفعله الآن وسنفعله.. لكن مصر لديها مشكلات منذ 70 عامًا دون أن يكلف أحد عناء إيجاد حل لها.. والآن على أن أجد الحلول فى أقصر وقت ممكن حتى لا يعانى الناس أكثر". هذا هو رئيس مصر الذى يؤمن أشد إيمان بأن "ما ينفع الناس يمكث فى الأرض".. حمى الله مصر وحمى رئيسها.